السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة ..
الحزن الحزن والاكتئاب لفظات بمعنى واحد ويختلفان في الشدة والمدة الزمنية فالحزن تعرفه العرب فيقولون حزن الرجل حزنا وحزنا بمعنى اغتنم وأما الاكتئاب فتقول العرب كئب الرجل أي تغيرت نفسه ونكسرت من شدة الهم والحزن واكتأب وجه أي تغير وضرب إلى السواد فالكئابة ولاكتأب هو الحزن الشديد والحزن هو أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية وهو ضد الفرح والسرور فالحزن والفرح موجودان في الإنسان وهما فطريان كما قال سبحانه وتعالى (وأنه هو أضحك وأبكى ) وقال سبحانه عن أدم عندما أنزله من الجنة (قلنا اهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون) فبين سبحانه في هذه الآية أن من يتبع هواه فأنه لا يحزن ومقتضى ذلك أن الذي لا يتبع هدى الله فأنه يحزن فالحزن شي فطري ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب هذه الحياة الدنيا ولا أحد يستثنى من ذالك والامثلة كثيرة في أتقرأن الكريم
كحزن أم موسى وحزن الأنبياء وكحزن يعقوب على يوسف عليهما السلام وحزن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ما لم يستجيبوا له فقال سبحانه وتعالى (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ) فالله سبحانه يهدئ من روع النبي صلى الله عليه وسلم ويأمره بألايحزن 0ومن الصحابة كحزن أبي بكر رضي الله عنه في حادثة الهجرة
ويقول عكرمة يرحمه الله ليس أحد ألا وهو يفرح ويحزن ولاكن أجلو الفرح شكرا والحزن صبرا
فالحزن يحصل لكل الناس لكنه قضية وقتية وأذا ما استمر وطال وقته صار اكتئاب.ز...
لكن كيف نتخلص من الحزن ؟؟؟
ذا وجدتِ نفسك فى بحر من الهموم,واذا شعرتِ بتعكر المزاج وبأن حالتك النفسيه على غير مايرام فلاتيأس فهناك حل دائما
ولكن فقط عليك باتباع البرنامج هذا للتخلص من النكد والحزن
يبدأ الامر بحزن صغير بتم من خلاله الحديث فيه وهنا ندخل مايسمى بدائرة الحزن الى ليس لها نهايه أو بدايه
لحظة الحزن تلك تكبر وتكبر ونجد اننا نلف فى هذه الدائره أكثر من مره بدون طائل وبدون حل ونكرر شكوتنا من هذا الحزن بدون أن نجد له نهايه
واستنتج علماء النفس أن تكرار التكلم عن الأحزان وزيادتها وكبر حجمها هو مايزيد عدد الأمراض النفسيه والكتئاب تحديداً والتى تصيب النساء ضعف عدد مايصيب من الرجال بهذه الأمراض
وهؤلاء الذين يكررون احزانهم بالتكلم عنها يفكرون فيها بأثر رجعى وتكون طريقة تفكيرهم سلبيه ويجدون صعوبه فى حل المشكلات وصعوبة مواجهتها
وللتخلص من دائرة الحزن والاكتئاب والهموم هناك برنامج استراتيجى من 6 طرق وضعه علماء النفس وهو يعتمد على سيطرة الانسان على مزاجه وليس العكس وايجاد الحل الاوسط لحل المشاكل:-
أولاً عبري عن نفسك:
عندما تشعرين بأن مزاجك سيء تكلمي مع أحد قريب منكِ تثقين فيه وفي اراؤه وخلال كلامك معه ناقشي احاسيسك وعبري عن حزنك ولكن حاولي الا يكون كلامك مجرد تكرار لما سبق وتكرر نفس الشكوى
فليس من المفيد فى شئ ان نظل نتحسر على انفسنا طوال الوقت وان نحكى عن مشكلاتنا بينما المستمع يكرر كلمة "ياللاسف ..يا مسكينه"
فهناك فرق عن التحدث فى المشكله ومواجهتها, أو تكرار التحدث عنها
ثانيا ادارة المزاج:
عندما تشعرين بأن مزاجك مضطرب وبأن حالتكِ النفسيه بدأت تسوء لاتتركِ نفسك فريسه سهله لهذه الحاله
سيطري انتي على مزاجك وتحكمي فيها أى اجعلي مزاجك يسير على هواكِ وليس هو من يوجهك ولكن كيف ذلك؟
راقبي حالتك النفسيه ساعة بساعه وقومي بتدوين ملاحظات عن مزاجك ويكون هذا التدوين كل عدة ساعات
فمثلاً:قومي بسرعه بتدوين معدلات حالتك النفسيه هل انتِ غاضبه؟,سعيدة أو تعيسه,ملوله,حزينه,مستثاره
"هنا اذن سندخل فى موضوع احساسك .. فى كلمه,أو عبري عن نفسك للتدوين"
ولاتنسي تدوين الأسباب والعوامل التى دفعتكِ إلى هذا التقلب المزاجى ,فمثلاً
هل هناك طعام معين تناولتيه غير مزاجك؟
هل كان عدد ساعات النوم القليله أم الكثيره غيرت مزاجك؟,هل رؤية شخص محدد غير مزاجك؟ أو نوعية برنامج معين في التلفزيون هو السبب
وايضا قومي بتدوين ابسط الامور فمثلاً:هل قمت بتحريك القلم فى يدكِ بعصبيه؟ أو هل حركتِ قدميكِ أو حككتِ فروة راسك بغضب؟
مؤكد انك لن تمارسي تدوين تقلبك المزاجى هذا دائما وانما ستكون فى حدود مثلا 3 أيام
أما الهدف من عملية التدوين هو ان تكتشفي الاتجاه العام لمزاجك فمثلاً :ماهى الاطعمه المريحه لك نفسيا او التي تضايقك؟ وماعدد ساعات النوم التي تجعلكِ مرتاحه طوال اليوم؟ من الاشخاص الذين يغيرون مزاجك أو يعكرون دمك؟
وهكذا...
وبعد اكتشاف الاتجاه العام لمزاجك اذن احرصي على القيام بما يعدل مزاجك وابتعدي عن الاشياء التى تعكره
وهنا يجب ان لاتجعلي مزاجك يقودك بل انتِ الذى تقودينه.
ثالثا تجنب المصيده:
هناك أشياء أو مغريات صغيره نتصور انها تسعدنا أو تبهجنها أو تسبب لنا المرح ولكن هذا خطأ لأنها فى واقع الأمر تجعلنا متضايقين وتقلب مزاجنا على المدى الطويل
وتسمى مصيدة النكد فهى اشياء وقتيه
مثلاً :تحب بعض النساء الشيكولاته وتلتهم منها قطع كبيره فى لحظات تقلب مزاجهم اعتقادا منهم انها تشعرهم بالبهجه والحبور غير ان هذه البهجه لاتدوم الا ساعه أو اثنين على الاكثر ثم تعقبها ساعات طوال من الضيق والألم نتيجة الأسراف ومثال ذلك ايضا القهوه او التدخين فهنا يجب تجنب هذه الاشياء الوقتيه والتى لاتسبب الا قليل من السعاده وزياده اكثر فى فى المزاج من السيء الى الاسوأ
رابعا ممارسة الرياضه:
من أسباب المزاج السيء هو التعب الجسمى وبالتالى التوتر النفسى وهنا من احدى الاستراتيجات الهامه ممارسة الرياضه لعلاج الاعصاب المجهده
فيفضل ممارسة بعض التمارين الخفيفه كالمشى أو الجرى مثلاً وتبدأ بالتدريج اولاً في الأسبوع الأول مدة عشرون دقيقه ثم يتدرج فى تزود الوقت الى 30 دقيقه وهكذا,فحينئذ سوف تشعرين بتحرر من قيودك وسينقشع عنكِ التوتر كما ينقشع الغبار
خامساً ممارسة هوايات.
للأسف كثير منا مايتجاهل هوايته بل هناك من لايعرف ماهى هواياته اكتشفي جوانب شخصيتكِ وتعرفي على هوايتك وابدأي فى ممارستها بعيداً عن العمل والاولاد والأسره وهذه خطوه مهمه ايضا للتخلص من المزاج السيئ مالاستماع إلى الموسيقى أو قراءة مجله أو الرسم أو التنزهه أى شئ مفضل اليكِ
سادساً تأجيل القرار:
هناك منا لايحلو له اتخاذ القرار إلا فى وقت مزاجهم السيئ واثناء توترهم النفسى وهم محزونون ومهمومون وتكون قرارات هامه مصيريه وهذا خطأ كبير فلا تتخذي أى قرار وانتِ متوتره بل يجب تأجيله إلى أن تتحسنِي وتتخلصي من هذا المزاج وهذا التوتر فعندما تكونِ متوتره ستضخمي الأمور وترينها كعقبات كبيره مستحيل تجاوزها وممن ان تكون سهله ففي هذه الاثناء فكري اولاً كيف تتخلصي من توترك النفسي ثم ابدأي باتخاذ القرار
لانكِ وانتِ مرتاحه نفسياً فانك ترين الأمور على حقيقتها.......
أوصيكم يأخوان بكتاب عائض القرني لا تحزن الذي يقراه عليه بقراءته .....
واخيراً قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بما معناه
" عجباً لأمر المؤمن امره كله خير اذا اصابته سراء شكر واذا اصابته ضراء صبر"اسأل الله ان يجعل ايامنا كلها سعيده ومفرحه